السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أجمل قصة حب
خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
نسبها ونشأتها وزواجها ووفاتها:
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قصي بن كلاب القرشية الأسدية ،
ولدت سنة 68 قبل الهجرة (556 م).تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة،
نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها
قومها في الجاهلية بالطاهرة ، وكانت السيدة خديجة تاجرة، ذات مال،
تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة0
وإ ن صيت محمد ذاع في مكة و عرف بأمانته و ِصدقه فسمعت به خديجة
بنت خويلد فأرادت أن يتكفل بتجارتها لأنها ذات نسب عريق فهي تلتقي
في النسب مع النبي في جدها السادس و ذات جاه و لكن لا أحد يعولها
في تجارتها بعد وفاة زوجها الأول ثم الثاني اللذان لم تنجب منهما
الأطفال فخرج سيدنا محمد في تجارة خديجة مع غلامها ميسرة
الذي أخذ يراقبه و قد نجح سيدنا محمد و عاد إلى خديجة محملا
لها أرباحا لم تتخيلها و لم تتو قعها أبدا فسمته الأمين و أعجبت
بشهامته و أخلاقه التي عرف بها خاصة بعدما حدث في
حادثة إعادة بناء الكعبة يومها خرج الوليد بن المغيرة و أخذ
المعول و بدأ الحفر ففرت الناس إلى بيوتها خائفين أن يحد ث
لهم مثلما حدث مع أصحاب الفيل لكنه لم يحدث شيء فتأخذ
كل قبيلة ركن من أركان الكعبة لتثبيت الحجر إلاّ أنهم لم
يتفقوا في وضع الحجر الأسود فالكل يقول أنا ثم اتفقوا
أخيرا على أن يحتكم بينهم أول من يدخل الكعبة فيدخل
الرسول فيقول الجميع إنه محمد الأمين و ارتضيناه
حكما فيجلب عباءته و يضع الحجر داخلها فيمسك كل
واحد منهم طرفا حتى لا يتضاربوا فيساعد في اتفاق
القبيلة و عدم شِقاقهم كل هذا جعل خديجة تتعلق به و تتقصى
أخباره من غلامها ميسرة الذي لم يتردد في إخبارها عما
عرفه عنه فقال لها أنه لم يرى أحدا من قبل يتوافد عليه
الزبائن مثله لأنه يحسن البيع و يسهله و كما أخبرها أنه
استغرب لحادثة حدثت له و هي أنّ سيدنا محمد جلس إلى
جذع شجرة فحوطته و ضللته و قد أخبره رجل يعرف
التوراة انه لا يجلس إلى تلك الشجرة إلاّ نبي أخر الزمان
فتعجبت خديجة و لكنها في نفس الوقت أعجبت به فسألت
عنه قريبته فتفطنت القريبة أنّ خديجة تريد الزواج منه
فسألتها إن كانت ترغب بالزواج به فأجابتها بنعم فطمأنتها
القريبة أن تكون وسيطة بينها و بين الرسول فذهبت القريبة
إلى محمد و سألته قائلة فيما رأيك في خديجة بنت خويلد كزوجة
فقال أوا تقبل أن تتزوجني فتظاهرت القريبة بعدم المعرفة
و قالت أسألها و سارعت إلى خديجة لتبشرها بجواب الرسول
بالقبول فقبلت خديجة فخطبهافأرسلت السيدة خديجة إلى عمها
عمرو بن أسعد بن عبد العزى، فحضر وتزوجها رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، سيدنا محمد و عمره 25 و خديجة
ذات 40 سنة فعاش معها أجمل قصة حب على وجه الأرض
فعاشا بكل سعادة و تفاهم و حب 0
ولما بلغ سيدنا محمد 38سنة بدأ الله يمهد له و َيعده للنبوة
فأخذ يسمع الحجر و الشجر تسليمها عليه و لكن عندما
يلتفت لا يسمع شيئا كما أخد يرى رؤى في الليل و تتحقق
في الصباح و أخذ يتكرر معه هذا كثيرا في 6 أشهر الأخيرة
قبل النبوة هذا ما جعله يختلي كثيرا بنفسه بعدما اكتنز الحياة
المادية أقبل على استشعار قدراته الروحانية بطاعة الله فكان
غار حراء هو الملاذ أين كان يستغرق فيه ذوات العداد أي ما
يقارب 10 ليال و هو يتعبد في الغار بالتفكر في الخلق فتفكر
ساعة خير من قيام ليلة لأن الحياة كسهم واحد إن أطلقته
و أصاب الهدف فمبروك لك أمّا إن تناح عن الهدف فلا فرصة بعدها 0
و لما بلغ الرسول 40سنة صار يتردد كثيرا على الغار و ذات
مرة نزل عليه ملك من السماء و قال اقرأ فقال محمد ما أنا
بقارئ فأعادها عليه الملك مرة أخرى إقرأ فأجاب محمد ما أنا
بقارئ فقال الملك "اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق "
فارتعب سيدنا محمد و خاف و ذهب إلى بيت خديجة و قد أصابته
الحمى فقال لها:" زَملوني" دثروني فترد خديجة ما بالك يا ابن
العم فيقول الرسول لقد خشيت على نفسي فتجيب خديجة:
كلاو الرب لا يخزيك أبدا فإنك لتصل الرحم و تحمل الكلّ الضعيف
و تكسب المعدوم و تكرم الضيف و تعين على نوائب الحق0
فيهدأ النبي لأن خديجة قامت بتثبيته و سمعته دون أن تأنبه و ذكرته في أخلاقه 0
ثم أخذته من يده إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي يعتبر الوحيد في
مكة الأكثر دراية في الدين المسيحي و ذلك حتى تستشيره فتقول
يا ابن العم اسمع منه فيسمع ورقة فينبهر و في نفس الوقت يبتسم
و يقول يَا محمد إنك لنبي آخر الزمان و نبيّ هذه الأمة و قد أتاك
الناموس الذي أتى موسى و إنّ قومك ليكذبونك و يأذونك و يقاتلونك
و يخرجوك من بلادك فليتني أكون جدعا إن يخرجوك قومك
أنصرك نصرا مؤزرا إن يدركني يومك فيقول الرسول أمخرجوني هم
فيقول ورقة نعم و أمّا الذي أتاك أمس فهو جبريل فسكت الرسول
و خرج مع خديجة فأوقفها ورقة و قال لها قولي له أن يثبت ،
إلاّ أنه بعد أيام قليلة يموت ورقة بن نوفل فيمر أسبوع و لم يظهر
جبريل و ذلك حتى يستوعب الرسول الفكرة للاستجابة و بعد أسبوع
يرى الرسول جبريل على كرسي بين السماء و الأرض فيقول له
يا محمد أنت رسول الله و أنا جبريل ملك من السماء فيأخذه
و يخرج به إلى الصحراء فيضرب بجناحيه فينشق نبعان من الماء
في الأرض فيعلمه الوضوء ثم الصلاة و يقول له افعل كما افعل
ركعتين في الصباح و ركعتين في المساء ثم ينزل عليه ب3سور
بعد العلق و هم المزمل المدثر و الفاتحة أي علم طاقة روحية
فتحرك على أساس المنهج ثم يتوقف الوحي شهرين لا ينزل
على الرسول ووقتها تأثر الرسول و خاف أن يكون الله قد استغنى عنه
أو استبدله ، ثم عليه ينزل جبريل بسورة الضحى للإشادة بقيام الليل
و يقول الرسول لأب ذر إذا أردت سفرا ألا ’تعد له العدة فما بالك
بطريق يوم القيامة و عقاباته فأحكم السفينة فإن البحر عميق و أكثر
الزاد فإن الطريق طويل فصم يوما شديد الحر لحر يوم القيامة و قم
ليلة شديدة الظلماء لظلمة القبور و حج حجة لعظائم الأمور 0
و هكذا تبدأ دعوة الرسول ب 3اشخاص فيختار المتميزين مع
أخلاقهم العالية فيكون اختياره على رجل ،امرأة ، طفل، أمّا الرجل
فهو صديقه أبو بكر الصديق و أمّا الطفل علي بن أبي طالب
و أمّا المرأة فزوجته خديجة الطائعة،الصالحة، و الصابرة ،
أما الأولى و الثانية لأنها أول من صدقت الرسول و أدت الشهادة
كما أنها أعانت الرسول في نشر رسالته بكل ما تملك من أموال
و أمّا الصابرة لأن الله أكرمها إنجاب الأطفال للرسول فأنجبت له "
أم كلثوم رقية فاطمة و زينب التي ماتت و هي لا تزال على الحياة
فصبرت لفراقها كما صبرت أيضا لفراق أولادها"
القاسم ،الطاهر ،عبد الله ،و هم لا يزالون أطفالا صغارا
و هذه حكمة من الله لا نعرفها 0
و من الحوادث التي أيضا تدل على صبرها هو كونها واحدة من اللذين
اخرجوا من منازلهم و جردوا من أملاكهم و أعرضوا للجوع
و العطش لمدة 3سنوات في شعب بني طالب رغم أنّ أهلها
حاولوا دفع فدية عنها لكنها رفضتها و فضلت أن تتقاسم
العذاب مع أهلها و جميع المسلمين فكانت عزيزة النفس فأعزها الله
و رسوله الذي لم يحب امرأة قط مثلما أحبها و قد توفيت رضي الله عنها
في حضن الرسول و قبل ذلك نزل جبريل من السماء و لكن لأول
مرة ينزل برسالة ليست قرآن و إنما هي قراءة سلام مبعث من الله
إلى السيدة خديجة و لم ينزل و لن ينزل على أحد برسالة سلام إلاّ
هي فقال "يا محمد أقرأ خديجة من الله السلام و قل لها أنّ الله
أن يبشرها في الجنة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
فيقول لها الرسول ذلك فتقول خديجة الله هو السلام و منه السلام
و إليه السلام و على جبريل السلام فتموت خديجة فيبكيها
الرسول بكاءا شديدا و يسمى عامه ذاك بعام الحزن إلاّ أنه لم ينسى
خديجة فكلما أقيمت الذبائح أول من توزع لهم اللحم هن صاحبات خديجة
ومرة دخلت عليه إحدى صاحباتها و قالت له ألا تتزوج يا رسول الله
فبكى و قال لها أيوجد بعد خديجة أم للعيال و ربة للبيت فهي التي
آمنت بي إذ كذبني الناس و أعطتني إذ حرمني الناس وقد كان يغضب
من كل من كان يحاول أن ينسيه خديجة حتى و لو كان أقرب الناس
إليه فذات مرة رأى رسول الله صديقة خديجة ففرح كثيرا و أخذ يهلل
لرؤيتها و خرج ليلقاها و أخذ يتذكر معها أيامهما مع خديجة فطالت
المدة و هو معها و عندما عاد إلى عائشة سألته عمن تكون المرأة
فأجابها أنها صديقة خديجة و كانا يتحدثان عنها فقالت هل كانت إلا عجوزاً
فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال:
لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس،
وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء،
قالت عائشة:فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا،
و تفطنت أنّ الرسول يحب خديجة كثيرا فمن ذلك
اليوم أصبحت كلما تريد التقرب من الرسول تأتي بذكرأمنا خديجة
التي نحس اتجاهها بكثير من الحب0
اللهم إجعلهم قدوتنا وإجعلنا مما يقتدون بهم0
بسم الله الرحمن الرحيم
أجمل قصة حب
خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
نسبها ونشأتها وزواجها ووفاتها:
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قصي بن كلاب القرشية الأسدية ،
ولدت سنة 68 قبل الهجرة (556 م).تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة،
نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها
قومها في الجاهلية بالطاهرة ، وكانت السيدة خديجة تاجرة، ذات مال،
تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة0
وإ ن صيت محمد ذاع في مكة و عرف بأمانته و ِصدقه فسمعت به خديجة
بنت خويلد فأرادت أن يتكفل بتجارتها لأنها ذات نسب عريق فهي تلتقي
في النسب مع النبي في جدها السادس و ذات جاه و لكن لا أحد يعولها
في تجارتها بعد وفاة زوجها الأول ثم الثاني اللذان لم تنجب منهما
الأطفال فخرج سيدنا محمد في تجارة خديجة مع غلامها ميسرة
الذي أخذ يراقبه و قد نجح سيدنا محمد و عاد إلى خديجة محملا
لها أرباحا لم تتخيلها و لم تتو قعها أبدا فسمته الأمين و أعجبت
بشهامته و أخلاقه التي عرف بها خاصة بعدما حدث في
حادثة إعادة بناء الكعبة يومها خرج الوليد بن المغيرة و أخذ
المعول و بدأ الحفر ففرت الناس إلى بيوتها خائفين أن يحد ث
لهم مثلما حدث مع أصحاب الفيل لكنه لم يحدث شيء فتأخذ
كل قبيلة ركن من أركان الكعبة لتثبيت الحجر إلاّ أنهم لم
يتفقوا في وضع الحجر الأسود فالكل يقول أنا ثم اتفقوا
أخيرا على أن يحتكم بينهم أول من يدخل الكعبة فيدخل
الرسول فيقول الجميع إنه محمد الأمين و ارتضيناه
حكما فيجلب عباءته و يضع الحجر داخلها فيمسك كل
واحد منهم طرفا حتى لا يتضاربوا فيساعد في اتفاق
القبيلة و عدم شِقاقهم كل هذا جعل خديجة تتعلق به و تتقصى
أخباره من غلامها ميسرة الذي لم يتردد في إخبارها عما
عرفه عنه فقال لها أنه لم يرى أحدا من قبل يتوافد عليه
الزبائن مثله لأنه يحسن البيع و يسهله و كما أخبرها أنه
استغرب لحادثة حدثت له و هي أنّ سيدنا محمد جلس إلى
جذع شجرة فحوطته و ضللته و قد أخبره رجل يعرف
التوراة انه لا يجلس إلى تلك الشجرة إلاّ نبي أخر الزمان
فتعجبت خديجة و لكنها في نفس الوقت أعجبت به فسألت
عنه قريبته فتفطنت القريبة أنّ خديجة تريد الزواج منه
فسألتها إن كانت ترغب بالزواج به فأجابتها بنعم فطمأنتها
القريبة أن تكون وسيطة بينها و بين الرسول فذهبت القريبة
إلى محمد و سألته قائلة فيما رأيك في خديجة بنت خويلد كزوجة
فقال أوا تقبل أن تتزوجني فتظاهرت القريبة بعدم المعرفة
و قالت أسألها و سارعت إلى خديجة لتبشرها بجواب الرسول
بالقبول فقبلت خديجة فخطبهافأرسلت السيدة خديجة إلى عمها
عمرو بن أسعد بن عبد العزى، فحضر وتزوجها رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، سيدنا محمد و عمره 25 و خديجة
ذات 40 سنة فعاش معها أجمل قصة حب على وجه الأرض
فعاشا بكل سعادة و تفاهم و حب 0
ولما بلغ سيدنا محمد 38سنة بدأ الله يمهد له و َيعده للنبوة
فأخذ يسمع الحجر و الشجر تسليمها عليه و لكن عندما
يلتفت لا يسمع شيئا كما أخد يرى رؤى في الليل و تتحقق
في الصباح و أخذ يتكرر معه هذا كثيرا في 6 أشهر الأخيرة
قبل النبوة هذا ما جعله يختلي كثيرا بنفسه بعدما اكتنز الحياة
المادية أقبل على استشعار قدراته الروحانية بطاعة الله فكان
غار حراء هو الملاذ أين كان يستغرق فيه ذوات العداد أي ما
يقارب 10 ليال و هو يتعبد في الغار بالتفكر في الخلق فتفكر
ساعة خير من قيام ليلة لأن الحياة كسهم واحد إن أطلقته
و أصاب الهدف فمبروك لك أمّا إن تناح عن الهدف فلا فرصة بعدها 0
و لما بلغ الرسول 40سنة صار يتردد كثيرا على الغار و ذات
مرة نزل عليه ملك من السماء و قال اقرأ فقال محمد ما أنا
بقارئ فأعادها عليه الملك مرة أخرى إقرأ فأجاب محمد ما أنا
بقارئ فقال الملك "اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق "
فارتعب سيدنا محمد و خاف و ذهب إلى بيت خديجة و قد أصابته
الحمى فقال لها:" زَملوني" دثروني فترد خديجة ما بالك يا ابن
العم فيقول الرسول لقد خشيت على نفسي فتجيب خديجة:
كلاو الرب لا يخزيك أبدا فإنك لتصل الرحم و تحمل الكلّ الضعيف
و تكسب المعدوم و تكرم الضيف و تعين على نوائب الحق0
فيهدأ النبي لأن خديجة قامت بتثبيته و سمعته دون أن تأنبه و ذكرته في أخلاقه 0
ثم أخذته من يده إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي يعتبر الوحيد في
مكة الأكثر دراية في الدين المسيحي و ذلك حتى تستشيره فتقول
يا ابن العم اسمع منه فيسمع ورقة فينبهر و في نفس الوقت يبتسم
و يقول يَا محمد إنك لنبي آخر الزمان و نبيّ هذه الأمة و قد أتاك
الناموس الذي أتى موسى و إنّ قومك ليكذبونك و يأذونك و يقاتلونك
و يخرجوك من بلادك فليتني أكون جدعا إن يخرجوك قومك
أنصرك نصرا مؤزرا إن يدركني يومك فيقول الرسول أمخرجوني هم
فيقول ورقة نعم و أمّا الذي أتاك أمس فهو جبريل فسكت الرسول
و خرج مع خديجة فأوقفها ورقة و قال لها قولي له أن يثبت ،
إلاّ أنه بعد أيام قليلة يموت ورقة بن نوفل فيمر أسبوع و لم يظهر
جبريل و ذلك حتى يستوعب الرسول الفكرة للاستجابة و بعد أسبوع
يرى الرسول جبريل على كرسي بين السماء و الأرض فيقول له
يا محمد أنت رسول الله و أنا جبريل ملك من السماء فيأخذه
و يخرج به إلى الصحراء فيضرب بجناحيه فينشق نبعان من الماء
في الأرض فيعلمه الوضوء ثم الصلاة و يقول له افعل كما افعل
ركعتين في الصباح و ركعتين في المساء ثم ينزل عليه ب3سور
بعد العلق و هم المزمل المدثر و الفاتحة أي علم طاقة روحية
فتحرك على أساس المنهج ثم يتوقف الوحي شهرين لا ينزل
على الرسول ووقتها تأثر الرسول و خاف أن يكون الله قد استغنى عنه
أو استبدله ، ثم عليه ينزل جبريل بسورة الضحى للإشادة بقيام الليل
و يقول الرسول لأب ذر إذا أردت سفرا ألا ’تعد له العدة فما بالك
بطريق يوم القيامة و عقاباته فأحكم السفينة فإن البحر عميق و أكثر
الزاد فإن الطريق طويل فصم يوما شديد الحر لحر يوم القيامة و قم
ليلة شديدة الظلماء لظلمة القبور و حج حجة لعظائم الأمور 0
و هكذا تبدأ دعوة الرسول ب 3اشخاص فيختار المتميزين مع
أخلاقهم العالية فيكون اختياره على رجل ،امرأة ، طفل، أمّا الرجل
فهو صديقه أبو بكر الصديق و أمّا الطفل علي بن أبي طالب
و أمّا المرأة فزوجته خديجة الطائعة،الصالحة، و الصابرة ،
أما الأولى و الثانية لأنها أول من صدقت الرسول و أدت الشهادة
كما أنها أعانت الرسول في نشر رسالته بكل ما تملك من أموال
و أمّا الصابرة لأن الله أكرمها إنجاب الأطفال للرسول فأنجبت له "
أم كلثوم رقية فاطمة و زينب التي ماتت و هي لا تزال على الحياة
فصبرت لفراقها كما صبرت أيضا لفراق أولادها"
القاسم ،الطاهر ،عبد الله ،و هم لا يزالون أطفالا صغارا
و هذه حكمة من الله لا نعرفها 0
و من الحوادث التي أيضا تدل على صبرها هو كونها واحدة من اللذين
اخرجوا من منازلهم و جردوا من أملاكهم و أعرضوا للجوع
و العطش لمدة 3سنوات في شعب بني طالب رغم أنّ أهلها
حاولوا دفع فدية عنها لكنها رفضتها و فضلت أن تتقاسم
العذاب مع أهلها و جميع المسلمين فكانت عزيزة النفس فأعزها الله
و رسوله الذي لم يحب امرأة قط مثلما أحبها و قد توفيت رضي الله عنها
في حضن الرسول و قبل ذلك نزل جبريل من السماء و لكن لأول
مرة ينزل برسالة ليست قرآن و إنما هي قراءة سلام مبعث من الله
إلى السيدة خديجة و لم ينزل و لن ينزل على أحد برسالة سلام إلاّ
هي فقال "يا محمد أقرأ خديجة من الله السلام و قل لها أنّ الله
أن يبشرها في الجنة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
فيقول لها الرسول ذلك فتقول خديجة الله هو السلام و منه السلام
و إليه السلام و على جبريل السلام فتموت خديجة فيبكيها
الرسول بكاءا شديدا و يسمى عامه ذاك بعام الحزن إلاّ أنه لم ينسى
خديجة فكلما أقيمت الذبائح أول من توزع لهم اللحم هن صاحبات خديجة
ومرة دخلت عليه إحدى صاحباتها و قالت له ألا تتزوج يا رسول الله
فبكى و قال لها أيوجد بعد خديجة أم للعيال و ربة للبيت فهي التي
آمنت بي إذ كذبني الناس و أعطتني إذ حرمني الناس وقد كان يغضب
من كل من كان يحاول أن ينسيه خديجة حتى و لو كان أقرب الناس
إليه فذات مرة رأى رسول الله صديقة خديجة ففرح كثيرا و أخذ يهلل
لرؤيتها و خرج ليلقاها و أخذ يتذكر معها أيامهما مع خديجة فطالت
المدة و هو معها و عندما عاد إلى عائشة سألته عمن تكون المرأة
فأجابها أنها صديقة خديجة و كانا يتحدثان عنها فقالت هل كانت إلا عجوزاً
فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال:
لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس،
وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء،
قالت عائشة:فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا،
و تفطنت أنّ الرسول يحب خديجة كثيرا فمن ذلك
اليوم أصبحت كلما تريد التقرب من الرسول تأتي بذكرأمنا خديجة
التي نحس اتجاهها بكثير من الحب0
اللهم إجعلهم قدوتنا وإجعلنا مما يقتدون بهم0