بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
نصيحة الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - بمناسبة استقبال رمضان
السؤال : سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل ؟
الجواب :
نصيحتي
للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا ، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة
صادقة من جميع الذنوب ، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم
وأحكام قيامهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من يرد الله به خيراً
يفقهه في الدين )) ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل رمضان
فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وسلسلت الشياطين)) ولقوله صلى
الله عليه وسلم : (( إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت
أبواب جهنم وصفدت الشياطين وينادى منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي
الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)) .
وكان يقول صلى
الله عليه وسلم للصحابة : (( أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه
فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن
الشقي من حرم فيه رحمة الله )) . ومعنى : (( أروا الله من أنفسكم خيراً ))
: يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات .
ويقول صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما
تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ،
ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) . ويقول
صلى الله عليه وسلم : يقول الله جل وعلا : (( كل عمل ابن آدم له الحسنة
بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك
شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء
ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) ، ويقول صلى الله
عليه وسلم : (( إذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد
أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ))، ويقول صلى الله عليه وسلم : (( من لم
يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))
رواه البخاري في الصحيح .
فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله وان
يحفظوا صومهم وأن يصونوه من جميع المعاصي ، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات
والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح
والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار ؛ لأن هذا شهر القرآن: { شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ، فيشرع للمؤمنين الاجتهاد
في قراءة القرآن ، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً
ونهاراً ، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء ذلك عن النبي صلى
الله عليه وسلم ، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي ، مع التواصي بالحق
والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فهو شهر عظيم تضاعف فيه
الأعمال ، وتعظم فيه السيئات ، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما
فرض الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه ، وأن تكون عنايته في رمضان أكثر
وأعظم ، كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض
واتباع الجنائز وصلة الرحم ، وكثرة القراءة وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل
والاستغفار والدعاء ، إلى غير هذا من وجوه الخير ، يرجو ثواب الله ويخشى
عقابه ، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه ، ونسأل الله أن يبلغنا
وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً ، نسأل الله أن يمنحنا
وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين والاستقامة عليه ، والسلامة من
أسباب غضب الله وعقابه ، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين
وجميع أمراء المسلمين ، وأن يهديهم وأن يصلح أحوالهم ، وأن يوفقهم لتحكيم
شريعة الله في جميع أمورهم ، في عبادتهم وأعمالهم وجميع شئونهم ، نسأل
الله أن يوفقهم لذلك ، عملاً بقوله جل وعلا : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ }، وعملاً بقوله جل وعلا: { أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ } ، وعملاً بقوله سبحانه: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ، وعملاً
بقوله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً }، وعملاً بقول الله سبحانه : { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } ، وقوله سبحانه : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } .
هذا هو الواجب على
جميع المسلمين وعلى أمرائهم ، يجب على أمراء المسلمين وعلى علمائهم وعلى
عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله ، وأن يحكموا شرع الله فيما
بينهم ؛ لأنه الشرع الذي به الصلاح والهداية والعاقبة الحميدة و به رضا
الله و به الوصول إلى الحق الذي شرعه الله وبه الحذر من الظلم .
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل ، وصلى الله وسلم على نبينا
محمد وعلى آله وأصحابه.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
نصيحة الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - بمناسبة استقبال رمضان
السؤال : سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل ؟
الجواب :
نصيحتي
للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا ، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة
صادقة من جميع الذنوب ، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم
وأحكام قيامهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من يرد الله به خيراً
يفقهه في الدين )) ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل رمضان
فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وسلسلت الشياطين)) ولقوله صلى
الله عليه وسلم : (( إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت
أبواب جهنم وصفدت الشياطين وينادى منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي
الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)) .
وكان يقول صلى
الله عليه وسلم للصحابة : (( أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه
فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن
الشقي من حرم فيه رحمة الله )) . ومعنى : (( أروا الله من أنفسكم خيراً ))
: يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات .
ويقول صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما
تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ،
ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) . ويقول
صلى الله عليه وسلم : يقول الله جل وعلا : (( كل عمل ابن آدم له الحسنة
بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك
شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء
ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) ، ويقول صلى الله
عليه وسلم : (( إذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد
أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ))، ويقول صلى الله عليه وسلم : (( من لم
يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))
رواه البخاري في الصحيح .
فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله وان
يحفظوا صومهم وأن يصونوه من جميع المعاصي ، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات
والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح
والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار ؛ لأن هذا شهر القرآن: { شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ، فيشرع للمؤمنين الاجتهاد
في قراءة القرآن ، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً
ونهاراً ، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء ذلك عن النبي صلى
الله عليه وسلم ، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي ، مع التواصي بالحق
والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فهو شهر عظيم تضاعف فيه
الأعمال ، وتعظم فيه السيئات ، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما
فرض الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه ، وأن تكون عنايته في رمضان أكثر
وأعظم ، كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض
واتباع الجنائز وصلة الرحم ، وكثرة القراءة وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل
والاستغفار والدعاء ، إلى غير هذا من وجوه الخير ، يرجو ثواب الله ويخشى
عقابه ، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه ، ونسأل الله أن يبلغنا
وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً ، نسأل الله أن يمنحنا
وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين والاستقامة عليه ، والسلامة من
أسباب غضب الله وعقابه ، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين
وجميع أمراء المسلمين ، وأن يهديهم وأن يصلح أحوالهم ، وأن يوفقهم لتحكيم
شريعة الله في جميع أمورهم ، في عبادتهم وأعمالهم وجميع شئونهم ، نسأل
الله أن يوفقهم لذلك ، عملاً بقوله جل وعلا : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ }، وعملاً بقوله جل وعلا: { أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ } ، وعملاً بقوله سبحانه: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ، وعملاً
بقوله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً }، وعملاً بقول الله سبحانه : { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } ، وقوله سبحانه : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } .
هذا هو الواجب على
جميع المسلمين وعلى أمرائهم ، يجب على أمراء المسلمين وعلى علمائهم وعلى
عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله ، وأن يحكموا شرع الله فيما
بينهم ؛ لأنه الشرع الذي به الصلاح والهداية والعاقبة الحميدة و به رضا
الله و به الوصول إلى الحق الذي شرعه الله وبه الحذر من الظلم .
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل ، وصلى الله وسلم على نبينا
محمد وعلى آله وأصحابه.