هذه احدى روائع أمير الشعراء أحمد شوقي يقارن فيها بين أثقال الحديد وأثقال الحياة
ونصير هذا بطل مصري في رفع الاثقال شَرَفاً نُصَيرُ اِرفَع جَبينَكَ عالِياً... وَتَلَقَّ مِن أَوطانِكَ الإِكليلا
هَذا زَمانٌ لا تَوَسُّطَ عِندَهُ ... يَبغي المُغامِرُ عالِياً وَجَليلا
كُن سابِقاً فيهِ أَوِ اِبقَ بِمَعزِلٍ ... لَيسَ التَوَسُّطُ لِلنُبوغِ سَبيلا
إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَديدَ وَبَأسَهُ ... جَعَلَ الحَديدَ لِساعِدَيكَ ذَليلا
زَحزَحتَهُ فَتَخاذَلَت أَجلادُهُ ... وَطَرَحتَهُ أَرضاً فَصَلَّ صَليلا
لِمَ لا يَلينُ لَكَ الحَديدُ وَلَم تَزَل... تَتلو عَلَيهِ وَتَقرَأُ التَنزيلا
الأَزمَةَ اِشتَدَّت وَرانَ بَلاؤُها... فَاِصدِم بِرُكنِكَ رُكنَها لِيَميلا
قُل لي نُصَيرُ وَأَنتَ بَرٌّ صادِقٌ ... أَحَمَلتَ إِنساناً عَلَيكَ ثَقيلا
أَحَمَلتَ دَيْناً في حَياتِكَ مَرَّةً ... أَحَمَلتَ يَوماً في الضُلوعِ غَليلا
أَحَمَلتَ ظُلماً مِن قَريبٍ غادِرٍ ... أَو كاشِحٍ بِالأَمسِ كانَ خَليلا
أَحَمَلتَ مَِنّا بِالنَهارِ مُكَرَّراً ... وَاللَيلِ مِن مُسدٍ إِلَيكَ جَميلا
أَحَمَلتَ طُغيانَ اللَئيمِ إِذا اِغتَنى ... أَو نالَ مِن جاهِ الأُمورِ قَليلا
أَحَمَلتَ في النادي الغَبِيِّ إِذا اِلتَقى ... مِن سامِعيهِ الحَمدَ وَالتَبجيلا
تِلكَ الحَياةُ وَهَذِهِ أَثقالُها ... وُزِنَ الحَديدُ بِها فَعادَ ضَئيلا