الحمد
لله الذي شرع لنا الصلاة وجعل فيها راحتنا ومحو ذنوبنا والصلاة والسلام
على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان
إلى يوم الدين....ثم أما بعد:
أحبتي في الله لله قوم قد أخلصوا في حبه فأحبهم وأختارهم خداما قوم إذا جن الظلام عليهم قاموا هنالك سجدا وقياما
أحبتي
في الله إذا أردنا أن نكون من الذين أحبهم الله وأختارهم خداما إذا فعلينا
بصلاة قيام الليل فهي دأب الصالحين وطريق فوز المؤمنين
والرسول(صلوات
ربي وسلامه عليه) وهو من هو المغفور له جميع ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر
كان حريصا على أدائها بل كان يقف أمام الله حتي تتورم قدماه
ولقد قال الله تعالي { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}
وأيضا {أَمَّنْ
هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ
وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
ولقد حببنا الرسول صلى اله عليه وسلم ورغبنا فيها بقوله:
{ في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام }
وقال صلى الله عليه وسلم:
{
أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك
مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل،
وعزه استغناؤه عن الناس }
وقال صلى الله عليه وسلم :
{ أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل }
أحبتي
هذا هو فضل قيام الليل فهي تقربنا من خالقنا سبحانه فالله تعالي يتنزل إلى
السماء الدنيا ويقول هل من سأل فأعطيه هل من داعي فأستجيب له هل من مستغفر
فأغفر له
يالله الخالق سبحانه يسألنا ليغفر لنا وهو الغني عنا ونحن المحتاجين إليه
ما أجمل أن تكون قريبا من الله فتدعوه وترجوه فلنغتنم تلك الأوقات أحبتي في الله
فلنتعاهد أمام الله أحبتي أن نحرص على أدائها لعل الله يقبلها فتنفعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون
والنهاية إن قد وفقت في إيصال فضلها إليكم فمن الله وإن كنت قد أخطئت فمني ومن الشيطان
وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون به إلى الجنة ثم يقذف في النار ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه
وأسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وجزاكم الله خيرا
منقول للفائدة